کد مطلب:332593 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:247

خاتمة المطاف
وعندما ینقل السعد عن الإمامیة قولهم: إن بعد رسول الله

إماما، ولیس غیر علی، لانتفاء الشرائط من العصمة والنص والأفضلیة عن غیره - وقد رأیتم كیف كان هذا الانتفاء فی بحوثنا السابقة - یتهجم ویشتم الشیخ المحقق نصیر الدین الطوسی وسائر علماء الإمامیة، لاحظوا كلامه، أنقل نص عبارته، لتقفوا علی مقدار فهم هؤلاء، وعلی حد أدبهم، ثم تقارنوا بین كلام الإمامیة وكلام هؤلاء القوم، یقول: احتجت الشیعة بوجوه لهم فی إثبات إمامة علی بعد النبی من العقل والنقل، والقدح فیما عداه من أصحاب رسول الله الذین قاموا بالأمر، ویدعون فی كثیر من الأخبار الواردة فی هذا الباب التواتر، بناء علی شهرته فیما بینهم، وكثرة دورانه علی ألسنتهم، وجریانه فی أندیتهم، وموافقته لطباعهم، ومقارعته لأسماعهم، ولا یتأملون



[ صفحه 52]



كیف خفی علی الكبار من الأنصار والمهاجرین، والثقات من الرواة والمحدثین، ولم یحتج البعض علی البعض، ولم یبرموا علیه الإبرام والنقض، ولم یظهر إلا بعد انقضاء دور الإمامة وطول العهد بأمر الرسالة، وظهور التعصبات الباردة، والتعسفات الفاسدة، وإفضاء أمر الدین إلی علماء السوء، والملك إلی أمراء الجور، ومن العجائب أن بعض المتأخرین من المتشغبین، الذین لم یروا أحدا من المحدثین ولا رووا حدیثا فی أمر الدین، ملؤوا كتبهم من أمثال هذه الأخبار والمطاعن فی الصحابة الأخیار، وإن شئت فانظر فی كتاب التجرید المنسوب إلی الحكیم نصیر الدین الطوسی، كیف نصر الأباطیل وقرر الأكاذیب.... قلت: أما نصیر الدین الطوسی، فإنا نشكر التفتازانی علی قناعته بهذا المقدار من الشتم والسب له! نشكره علی اكتفائه بهذا المقدار! فإن ابن تیمیة ذكر فی الشیخ نصیر الدین الطوسی بسبب تألیفه كتاب التجرید واستدلاله فی هذا الكتاب علی إمامة علی من كتب أهل السنة، ذكره بما لا یمكن أن یتفوه به مسلم فی حق أدنی الناس، ذكره بما لا یقال، ونسب إلیه الكبائر والعثرات التی لا تقال، وقد خصصنا لیلة للتحقیق حول هذا الموضوع، وسنتعرض لكلامه



[ صفحه 53]



بعون الله. هذا فیما یتعلق بالشیخ نصیر الدین الطوسی. وأما أصل المطلب، فإنا قد أقمنا الأدلة علی إمامة علی من نفس كتبهم، بینا صحة تلك الأدلة من نفس كتبهم، وقد ذكرنا احتجاجاتنا بكل أدب ومتانة ووقار، لم نتعرض لأحد منهم بسب أو شتم، فأثبتنا إمامة أمیر المؤمنین بالنص، وأثبتنا إمامته بالعصمة، وأثبتنا إمامته بالأفضلیة، كل ذلك من كتبهم، كل ذلك بناء علی أقوال علمائهم، واستشهدنا بأفضل الطرق والأسانید، واستندنا إلی أشهر الكتب والمؤلفات، لم یكن منا سب ولا شتم ولا تعصب ولا تعسف، ثم نظرنا إلی أدلتهم فی إمامة أبی بكر، أما النص فقالوا هم: بعدم وجوده، وأما الإجماع فلا إجماع حتی اضطروا إلی الاعتراف بعدم انعقاده، وربما نتعرض لذلك فی لیلة خاصة، وأما الأفضلیة فتلك أفضل أدلتهم، وقد نظرنا إلیها واحدا واحدا علی ضوء كتبهم، فما ذنبنا إن لم یتم دلیل علی إمامة أبی بكر؟ وتم الدلیل من كتبهم علی إمامة علی. لماذا لا یریدون البحث عن الحقیقة؟ لماذا تكون الحقیقة مرة؟ لماذا یلجؤون إلی السب والشتم؟ ولماذا هذا التهجم؟ ألا یكفی ما واجهه علماؤنا منذ العصور الأولی إلی یومنا هذا، من سب



[ صفحه 54]



وشتم وقتل وسجن وطرد وإلی آخره؟ إلی متی؟ ولماذا هذا؟ نحن نرید البحث عن أمر حقیقی واقعی یتعلق بمن نرید أن نقتدی به بعد رسول الله، نرید أن نجعله واسطة بیننا وبین ربنا، فی أمورنا الاعتقادیة وفی أمورنا العملیة، أی فی الأصول والفروع وفی جمیع الجهات، نرید أن نبحث عن الحقیقة ونتوصل إلیها، فإذا وصلنا إلی الحقیقة وعثرنا علی الحق حینئذ نقول لربنا: إنا قد نظرنا فی الأدلة وبحثنا عن الحقیقة، فكان هذا ما توصلنا إلیه، وهذا إمامنا، وهذا منهجنا ومسلكنا، لیكون لنا عذرا عند الله سبحانه وتعالی، وكل هذا البحث لهذا، ولیس لحب أو بغض، ولیس لدینا أی غرض، وما الداعی إلی الشتم؟ وإلی متی تكون الحقیقة مرة؟ وإلی متی لا یریدون استماع الحق وأخذ الحق وقبول الحق؟ والشتم لماذا؟ وهل یتفوه به إلا السوقه؟ إلا الجهلة؟ نسأل الله سبحانه وتعالی أن یوفقنا لما یرضیه، نسأله تعالی أن یهدینا إلی فهم الحقائق، إلی أخذ الحقائق، إلی العمل بالحق، إلی اتباع الحق، ونسأله سبحانه وتعالی أن یبیض وجوهنا عندما نرد علیه ونلقاه، وعندما نواجه رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم). وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین.